... أَيْ رَبِّ تَرَاني مُقبِلاً إِلَيكَ وآمِلاً بَدَائِعَ فَضْلِكَ وكَرَمِكَ. أَسْأَلُكَ يا إِلهي بِالمَشْعَرِ وَالمَقَامِ وَالزَّمْزَمِ وَالصَّفَاءِ وَبِالمَسْجِدِ الأَقْصَى وَبِبِيتِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ مَطَافَ المَلإِ الأَعْلَى وَمَقبِلَ الوَرَى وَبِالَّذي بِهِ أَظْهَرْتَ أَمْرَكَ وسُلْطَانَكَ وَأَنْزَلْتَ آياتِكَ وَرَفَعْتَ أَعْلامَ نُصْرَتِكَ فِي بِلادِكَ وزَيَّنْتَهُ بِطِرازِ الخَتْمِ وَانْقَطَعَتْ بِهِ نَفَحَاتُ الوَحْي بِأَنْ لا تُخيِّبَنِي عَمَّا قَدَّرْتَهُ لِلْمُقَرَّبِينَ مِنْ عِبَادِكَ وَالمُخْلِصِينَ مِنْ بَرِيَّتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الَّذي شَهِدَتْ بِقُدْرَتِكَ الكَائِنَاتِ وَبِعَظَمَتِكَ المُمْكِنَاتِ لا يَمْنَعُكَ مانِعٌ وَلا يَحْجُبُكَ شَيْءٌ إِنَّكَ أَنْتَ المُقْتَدِرُ القَدِيرُ...
(مجموعة ألواح مباركة حضرة بهاء الله، القاهرة 1920، ص 404-405)
2- الحمد لله الذي أظهر وأبرز وأنزل وأوضح ظهوره وسلطانه وآياته وصراطه، والصّلاة والسّلام على مطلع أسمائه ومشرق صفاته ومنبع علمه ومصدر أمره ومظهر أوامره وأحكامه، الّذي به ثبت حكم التّوحيد في العالم وسرّ التّفريد بين الأمم، به فتح الله باب الرجاء لمن في الارض والسّماء، وبه ظهر النّور وبرز سرّ الطّور لولاه
ما ظهرت أسرار القدم وما ارتفع شأن الأمم، الّذي سمّي بمحمّد في ملكوت الأسماء، وعلى آله واصحابه الّذين جعلهم الله سُرُج هدايته ورايات نصره وعلامات أمره وظهورات قوّته وبروزات قدرته، بهم سخّر الله العالم وجرى أمره بين الأمم، وعلى الّذين دخلوا في ظلّهم وشربوا رحيق حبّهم وذاقوا حلاوة بيانهم وطافوا حول أمورهم في نصرة دين الله وارتفاع كلمته...
(AA00076)*3- الحمد لله الذي أنزل من سماء المعاني فواكه البيان وأظهر من سدرة التّبيان أثمار العرفان، تعالى تعالى من نطق بكلمة وجعلها في مقامٍ كتابًا ناطقًا وفي مقامٍ سيفًا قاطعًا وفي مقامٍ نورًا لميعًا وفي مقامٍ رياضًا بديعًا، وأمر الكلّ بالتّقرّب اليها، من أقبل إنه ممّن نجى ومن أعرض إنّه من الهالكين في كتاب مبين. أصلّي وأسلّم على أوّل نقطة ظهرت من أمّ الكتاب وأوّل بيانٍ برز من مشيّة ربّنا الرّحمن، الّذي سمّي في الملكوت بمحمّد صلّى الله عليه وسلّم وفي الجبروت بأحمد وفي اللاّهوت له الأسماء الحسنى والصّفات العليا، لأنّ الله جعله مرآة لأسمائه
وصفاته وظهوره وبروزه وشؤوناته ومشيّته وإرادته، إنّه لم يزل كان ناطقًا بكلمة التّوحيد ومناديًا باسم الله في عالم التّجريد، وعلى آله وأصحابه الّذين بهم بني حصن البيان في الإمكان وارتفع علم التّوحيد على الأعلام، أولئك عباد فضّلهم الله على خلقه وجعلهم سُرُجا في بلاده وأيادي أمره بين عباده...
(AA00193)*4- الحَمدُ للهِ الَّذِي أَرْسَلَ الحَبِيبَ بِراياتِ الآياتِ وَجَعَلَهُ مِنْ عِندِهِ مُبَشِّرًا لِيبَشِّرَ الْكُلَّ بِفَضلِهِ وَرَحمَتِهِ الَّتِي سَبَقَتِ الأَرْضَ وَالسَّماءَ، هُوَ السِّرُّ الَّذِي بِظُهُورِهِ تَزَينَتِ الأَرْضُ وَبِصُعُودِهِ وَعُرُوجِهِ تَشَرَّفَتِ الأَفْلاكُ، بِهِ جَرَتْ أَنْهارُ المَعانِي وَالبَيانِ فِي الإِمْكانِ وَظَهَرَتْ أَسْرارُ الرَّحْمنِ بَينَ الأَدْيانِ، تَعالى مَنْ أَيدَهُ وَأَقامَهُ مَقامَهُ في ناسُوتِ الإِنْشاءِ، طُوبَي لِمَنْ عَرَفَ وَتَقَرَّبَ وَوَيلٌ لِلمُبعَدِينَ...
(AIR09534)*... وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى مَنِ ابْتَسَمَ بِظُهُورِهِ ثَغْرُ الْبَطْحَاء وَتَعَطَّرَ بِنَفَحَاتِ قَمِيصِهِ كُلُّ الْوَرَى الَّذِي أَتَى لِحِفْظِ الْعِبَادِ عَنْ كُلِّ مَا يَضُرُّهُمْ فِي نَاسُوتِ الإِنْشَآءِ. تَعَالَى تَعَالَى مَقَامُهُ عَنْ وَصْفِ الْمُمْكِنَاتِ وَذِكْرِ الْكَائِنَاتِ. بِهِ ارْتَفَعَ خِبَآءُ النَّظْمِ فِي الْعَالَمِ وَعَلَمُ الْعِرْفَانِ بَيْنَ الأُمَمِ. وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ بِهِمْ نُصِبَتْ رَايَاتُ التَّوْحِيدِ وَأَعْلاَمُ النَّصْرِ وَالتَّفْرِيدِ. وَبِهِمِ ارْتَفَعَ دِينُ اللهِ بَيْنَ خَلْقِهِ وَذِكْرُهُ بَيْنَ عِبَادِهِ. أَسْأَلُهُ تَعَالَى بِأَنْ يَحْفَظَهُ عَنْ شَرِّ أَعْدَائِهِ الَّذِينَ خَرَقُوا الأَحْجَابَ وَهَتَكُوا الأَسْتَارَ إِلَى أَنْ نُكِسَتْ رَايَةُ الإِسْلاَمِ بَيْنَ الأَنَامِ...
(مجموعة ألواح حضرة بهاء الله، بلجيكا 1980، ص 140)6- الحمد لله الذي أنزل الكتاب وهدى الكلّ به إلى سواء الصّراط وجعل الكعبة مطاف العالم لبقاء ذكره بين الأمم وليعلم الكلّ من يتّبع أمر الله ومن يتّبع هواه من دون بيّنة ولا كتاب، والصّلاة والسّلام على الّذي وجد كلّ موحّد من قميصه رائحة الرّحمن في الإمكان وبه نصب علم التّوحيد بين الأديان، الذي سمّي بالأسماء الحسنى في ملكوت الأسماء وبمحمّد في ناسوت الانشاء، وعلى الّذين اتّبعوه فيما أمرهم به من لدى الله منزل الآيات.
(AA00094)*وَالْمَقْصُودُ أَنْ يَعْلَمَ الْكُلُّ بِيَقِينٍ مُبَينٍ أَنَّ خَاتَمَ الأَنْبِيَاءِ رُوحُ مَا سِوَاهُ فِدَاهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ ولاَ مَثِيلٌ وَلاَ شَرِيكٌ فِي مَقَامِهِ ... فَبِحَضْرَتِهِ ثَبَتَ تَقْدِيسُ الذَّاتِ الإِلَهِيَّةِ عَنْ الشَّبِيهِ وَالْمَثِيلِ وَظَهَرَ تَنْزِيهُ كَيْنُونَتِهِ عَنِ الشَّرِيكِ وَالنَّظِيرِ. هَذَا هُوَ مَقَامُ التَّوْحِيدِ الْحَقِيقِيِّ وَالتَّفْرِيدِ الْمَعْنَوَيِّ...
(مجموعة ألواح حضرة بهاء الله، بلجيكا 1980، ص 22)8- والصّلاة والسّلام على سيّد العالم وعلّة وجود الأمم الّذي به أنزل الله الفرقان وبه فرّق بين الحقّ والباطل إلى يوم القيام، وعلى آله وأصحابه الّذين بهم استحكم بنيان الدّين وظهر حبل الله المتين، من تمسّك بهم فقد تمسّك بالله الفرد الواحد المقتدر القدير.
(AIR02197)*9- الحمد لله الذي جعل مائدة أوليائه ذكره وثناءه وجنّتهم حبّه ورضاءه، إنّه لهو الفرد الواحد الذي شهدت الذّرّات بعظمته وسلطانه والكائنات بقدرته واقتداره، إنّه لهو الّذي أظهر صفاته وأسماءه في هيكل وجعله مرآة لنفسه وحاكية عن علمه وقدرته وسمّاه بمحمّد، لولاه
ما ظهرت أسرار القدم وما تضوّعت نفحات الوحي بين الأمم، به أظهر الله أمره وأنفذ حكمه ينبغي لهذا الذّكر الأعظم وظهور القدم ثناء من في لجج العرفان وذكر مظاهر الأمر في البلدان والصّلاة المشرقة من أفق عناية ربّنا الرّحمن عليه وعلى آله وصحبه الّذين جعلهم الله أيادي أمره بين خلقه وآيات البرّ والتّقوى بين عباده لا إله إلاّ هو المقتدر العزيز القدير.
(AA00110)*10- الحمد لله الّذي أظهر من أفق البطحاء نيّر البقاء وأشرقت منه شمس القضاء في عالم الإمضاء الّذي به ظهرت أسرار الكتاب وهو الحاكم في المآب تعالى الوهّاب الّذي أرسله بالحقّ والهدى وبه أنزل الأمطار من سماء العطاء عليه وعلى آله وأصحابه صلوات الله وسلامه ورحمته وألطافه.
(AA01417)*11- ... قل أشهد يا إلهي بما شهد به أنبياؤك واصفياؤك وبما أنزلته في كتبك وصحفك أسألك بأسرار كتابك
وبالّذي به فتحت أبواب العلوم على خلقك ورفعت راية التّوحيد بين عبادك بأن ترزقني شفاعة سيّد الرّسل وهادي السّبيل وتوفّقني على ما تحبّ وترضى...
(مجموعة الواح مباركة حضرة بهاء الله، القاهرة 1920، ص 407 – 408)
12- سبحانك اللّهمّ يا إله الأسماء وفاطر السّماء، أنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك أعترف بوحدانيّتك وفردانيّتك وأشهد بعظمتك وسلطانك وبما أنزلته من سماء مشيّتك في كتابك المبين الّذي أخبر النّاس بالنّبأ العظيم وبشّرهم بلقاء تجلّيك في يوم الدّين بقولك يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، أي ربّ تراني مقبلاً إليك ومتمسّكًا بحبل عنايتك ومتشبّثًا بأذيال رداء فضلك، قدّر لي ما يؤيّدني على العمل بما أخبرتني به في كتابك، أشهد أنّك أرسلت الرّسل وأنزلت الكتب لهداية خلقك وتقرّبهم إلى ساحة أصفيائك وأمنائك وأوليائك. أسألك يا مربّي الوجود ومالك الغيب والشّهود بأمواج بحر عطائك وإشراقات نيّر جودك وبحبيبك الّذي جعلته مطلع أسمائك ومشرق صفاتك ومظهر نفسك ومطلع إرادتك وبحر علمك وسماء حكمتك، الّذي بقدومه تشرّفت أفلاك سماء قربك وباسمه نكّست أعلام الشّرك بين عبادك وارتفعت رايات التّوحيد في بلادك، وبه ناحت مطالع الكفر والأوهام وافترّ ثغر الإيمان، وبه أشرقت شمس الظّهور من أفق الحجاز واضطربت أركان النّفاق في الآفاق، وبه اهتزّت يثرب وسالت البطحاء وتزيّن ملكوت الأسماء، بأن تجعلني في كلّ الأحوال ذاكرًا بثنائك وناطقًا بذكرك وعطائك بين عبادك وعاملاً بما أمرتني به بجودك وكرمك...
(مجموعة مناجاة، طهران 1975، ص 43-44)13- يا ملأ التّوحيد، لا تفرّقوا في مظاهر أمر الله ولا فيما نزل عليهم من الآيات وهذا حقّ التّوحيد... وكذلك في أفعالهم وأعمالهم وكلّ ما ظهر من عندهم ويظهر من لدنهم، كلّ من عند الله وكلّ بأمره عاملين، ومن فرّق بينهم وبين كلماتهم وما نزل عليهم أو في أحوالهم وأفعالهم في أقلّ ممّا يحصى لقد أشرك بالله وآياته...
(منتخباتي از آثار حضرت بهاء الله، لاﻨﮕنهاين 1984، ص 46)
14- أشكو بثّي وحزني إلى الله مالك الأنام. قد انقلبت الأمور واضطربت البلدان وضعف بها الإسلام قد أحاطه الأعداء وهو محاط، ينبغي لذلك الحزب أن يدعوا الله
في الصّباح والمساء ويسألوه بأن يؤيّد المسلمين كافّة على ما يحبّ ويرضى ويرفعهم بأمره وسلطانه ويعرّفهم ما يعلو به مقاماتهم، وأن يبدّل ذلّهم بالعزّ وفقرهم بالغناء وخرابهم بالعمار واضطرابهم بالاطمينان وخوفهم بالأمن والأمان، إنّه هو الرّحمن لا إله إلاّ هو المشفق الكريم...**
(AA00021)** رقم المخطوط الأصلي في دار المحفوظات البهائية العالمية لنصّ لم يسبق نشره.
** كُتب هذا النص بتاريخ 3 شوال 1299ﮪ الموافق 18 أغسطس 1882.
ب- من مكاتيب حضرة عبد البهاء1- حَمْدًا لِمَنْ أَشْرَقَ أَنْوارُهُ وَانْكشَفَ أَسْرارُهُ وَشاعَ وَذاعَ آثارُهُ وَاسْتَمرَّتْ فُيُوضاتُهُ وَدامَتْ تَجَلِّياتُهُ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ لا بِدايَةَ لَهَا ولا النِّهايَةَ، وَالتَّحِيَّةُ وَالثَّناءُ عَلَى الكَلِمَةِ الجامِعَةِ وَالحَقِيْقَةِ السَّاطِعَةِ دِيْباجِ كِتابِ الوُجُودِ وفَصْلِ الخِطابِ فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ وَالرِّقِّ المَنْشُورِ، مَنْ أَسَّسَ هذا البُنْيانَ العَظِيْمَ وَرَفَعَ العَلَمَ المُبينَ يَتَمَوَّجُ في الأَوجِ الأَعْلى والذُّرْوَةِ العلْيَاءِ الهادِيْ إلى الصِّراطِ المُسْتَقِيْمِ وَالدَّالِّ إِلَى المَنْهجِ القَوِيمِ، فاهْتَزَّ بذِكرِهِ يَثْرِبُ وَسالَتِ البَطْحاءُ، نَبِيُّ الرَّحْمَةِ وَكاشِفُ الغَمَّةِ وَماحِي ظَلامَ الضَّلالِ، فَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها، خاتَمُ النَّبِيِّينَ المُخاطَبُ ﺒِ: "ومَا أَرسَلْناك إِلاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ" عَلَيْهِ التَّحِيَّةُ وَالثَّناءُ إلى أَبَدِ الآبِدِينَ.
(من مكاتيب عبد البهاء، دار النشر البهائية في البرازيل 1982، ص 112)
2- ... وَكانَتِ الأُمَّةُ قَبْلاً تُقَلِّدُ العُلَماءَ الصَّالِحِينَ وَأَصْبَحَتِ الآنَ تُقَلِّدُ المارِقِينَ إِنَّ هذا لَكُفْرانٌ مُبِيْنٌ، لا تَصْلُحُ أَواخِرُ هذِهِ الأُمَّةِ إلاَّ بِما صَلُحَ بِهِ أَوائِلُها، مَنْ يَهْدِ الله فَهُوَ المُهْتَدِ ومَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا...
(من مكاتيب عبد البهاء، دار النشر البهائية في البرازيل 1982، ص 113)
3- ... إنَّ أَهْلَ نَجْرانِ لَمَّا حَضَرُوا عِنْدَ رَسُولِ الله عَلَيْهِ التَحِيَّةُ والثَّناءُ قالُوا لَهُ: أَتَقُولُ أَنْتَ أَعْظَمُ مِنْ عِيْسى وإنَّهُ رُوحُ الله؟ فَقالَ إنَّ الكلَّ مُسْتَفِيْضٌ مِنْ بَحْرِ رَحْمَةِ رَبِّك وَلا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ أَبَدًا، فقالُوا كَلاّ إنَّ عِيْسى لا يُقاسُ بِغَيْرِهِ مِنَ الأَنْبِياءِ لأَنَّهُ مِنْ رُوحِ الله، ثُمَّ قالَ الرَسُولُ: فَبِأَيِّ بُرْهانٍ تَنْطِقُونَ في هذا؟ فَقالُوا لَهُ: وَيْحَكَ هَلْ رَأَيْتَ بَشَرًا مِنْ دُونِ أَبٍ بَيْنَ الوَرى؟ فَنُزِّلَتْ الآيَةُ الكُبْرَى إنَّ مَثَلَ عِيْسى عِنْدَ الله كمَثَلِ آدَمَ. انْظُرُوا كَيْفَ حَاجَجُوا تِلْك الطَّلْعَةَ النَّوْراءَ بِسَخِيْفٍ مِنَ الأَقْوالِ، وَما هذا إلاَّ لِغَفْلَتِهِمْ عَنْ ذِكرِ الله، أَسْأَلُ الله بِأَنْ يَفْتَحَ أَبْوابَ البَصِيرَةِ على قُلُوبِ الوَرى مِنْ شَرْقِ الأَرْضِ وَغَرْبِها حَتَّى يَرْتَفِعَ ضَجِيْجُ العُمُومِ الى المَلإِ الأَعْلَى...
(من مكاتيب عبد البهاء، دار النشر البهائية في البرازيل 1982، ص 105)
ج- من بيانات حضرة عبد البهاء1- وأمّا الرّسول الكريم محمّد المصطفى عليه الصلاة والتّسليم فقد بعثه الله في وادٍ غير ذي زرع لا نبات فيه بين قبائل متنافرة وشعوب متحاربة وأقوام ساقطة في حضيض الجهل والعمى لا يعلمون من دحاها ولا يعرفون حرفًا من الكتاب ولا يدركون فصلاً من الخطاب، أقوام متشتّتة في بادية العرب يعيشون في صحراء من الرّمال بلبن النّياق وقليل من النّخيل والأعناب فما كانت بعثته عليه السّلام إلاّ كنفخ الرّوح في الأجساد أو كإيقاد سراج منير في حالك من الظّلام فتنوّرت تلك البادية الشّاسعة القاحلة الخاوية بتلك الأنوار السّاطعة على الأرجاء فانتهض القوم من رقد الضّلال وتنوّرت أبصارهم بنور الهدى في تلك الأيّام فاتّسعت عقولهم وانتعشت نفوسهم وانشرحت صدورهم بآيات التّوحيد فرتّلت عليهم بأبدع الألحان، وبهذا الفيض الجليل قد نجحوا ووصلوا إلى الأوج العظيم حتّى شاعت وذاعت فضائلهم في الآفاق، فأصبحوا نجومًا ساطعة الإشراق فانظروا إلى الآثار الكاشفة
للأسرار حتّى تنصفوا بأنّ ذلك الرّجل الجليل كان مبدأ الفيض لذلك القوم الضّئيل وسراج الهدى لقبائل خاضت في ظلام الهوى وأوصلهم إلى أوج العزّة والإقبال ومكّنهم من حياة طيّبة في الآخرة والأولى، أمّا كانت هذه القوّة الباهرة الخارقة للعادة برهانًا كافيًا على تلك النّبوّة السّاطعة؟...
(خطابات حضرة عبد البهاء في أوروبا وأمريكا، الجزء الأول، القاهرة 1921، ص 13،
نقلاً عن جريدة الأهرام)2- أيّها المحترمون اعلموا أنّ النّبوّة مرآة تنبئ عن الفيض الإلهيّ والتّجلّي الرّحمانيّ، وانطبعت فيها أشعّة ساطعة من شمس الحقيقة وارتسمت فيها الصّور العالية ممثّلة لها تجلّيات أسماء الله الحسنى "ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحيٌ يوحى"، فالأنبياء معادن الرّحمة ومهابط الوحي ومشارق الأنوار ومصادر الآثار "وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين"... كلّ نبي كريم ورسول عظيم فهو عبارة عن مرآة صافية لطيفة منطبعة فيها الصّور العالية تنبئ عن شمس الحقيقة المتجلّية عليها بالفيض الأبديّ، ولا يرى فيها إلا الضّياء السّاطع من شمس الحقيقة
وتفيض به على سائر الأمم "وإنّك لتهدي إلى صراط مستقيم"...
(خطابات حضرة عبد البهاء في أوروبا وأمريكا، الجزء الأول، القاهرة 1921، ص 3،
نقلاً عن جريدة وادي النيل، العدد 1123، بتاريخ 2 محرّم 1330ﮪ)
Published by The Bahá'í International Community – London
Printed in England by Aurora Press Limited